رجل الأعمال اللبناني حسن المقداد يخوض ماراثون الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة

أزمات متتالية يعيشها لبنان, لعلّ أسوأ ما فيها الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية وفقدانها لأكثر من 85% من قيمتها, ما ينذر بانهيار أكبر يضع اللبنانيون أمام خطر محدق يتزامن مع أزمة سياسية تسبب في عدم تشكيل حكومة مستقرة حتى اليوم, ما يعرقل عجلة التطور والتنمية ويدفع لبنان إلى الانهيار التام.
أيام صعبة يعيشها الشعب اللبناني في ظل وضع اقتصادي متردي هي الأسوأ في تاريخه وطالت شتى مناحي حياته والحل يكمن بانتخابات برلمانية شاملة بدأ التحضير لها والتشاور فيها من أجل الخروج من المأزق وإنقاذه من شفا الانهيار, وفي هذا العدد من مجلة (المدينة) تنفرد مع أحد أبرز المرشحين المستقل عن منطقة جبيل وهو رجل الأعمال اللبناني حسن المقداد.

المدينة: في البداية أستاذ حسن نرحب بك .. في البداية عرفنا بنفسك؟
حسن: اسمي حسن علي المقداد من مواليد 1947 , تخصصت في مجال الهندسة الميكانيكية وعملت مع النائب والوزير محمود عمار, والآن أنا أعمل في مجال ريادة الأعمال أملك مؤسسة للسياحة والسفر إضافة إلى مؤسسة عاملة للتجارة وأملك مؤسسة تجارية تختص بالاستيراد والتصدير في إيطاليا, وحاليا أشغل منصب قنصلاً فخرياً لمنطقة Hanover في ال Niedersachsen بألمانيا.
المدينة: لماذا قررت الترشح لانتخابات مجلس النواب اللبناني في ظل التحديات التي تواجه لبنان اليوم؟
حسن: قررت الترشح للانتخابات في لبنان لأنني أرى ما يعانيه لبنان اليوم من أزمات سياسية واقتصادية أرهقت المواطن اللبناني, هذا الواقع الصعب جعل لدي رغبة عارمة لإحداث تغيير, فحياة الشعب اللبناني أصبحت اليوم مصادرة من قبل زعامات وأحزاب ترتكز على الطائفية السياسية, وواقع لبنان اليوم بحاجة لقيادة حكيمة تراعي مصالحه وتعمل على تصحيح الأخطاء ووضع الخطط للقضاء على كل أشكال الفساد الذي أوصله الوضع المتردي.
المدينة: سيد مقداد .. أنت الآن تتحدث عن تغيير والتغيير لا يكون إلا بوضع برامج وخطط لإحداث ذلك فما برنامجك الانتخابي الذي ستقدمه للناخب اللبناني؟
حسن: بداية أنا لا انتمي إلى أي من المنظومات السياسية الفاسدة على الساحة اللبنانية الآن, لكني أؤمن بدولة ديموقراطية مدنية علمانية يتساوى فيها الأفراد حسب الكفاءة في فرص العمل للحد من الهجرة والقضاء على الواسطة والمحسوبية, والأخذ بعين الاعتبار التجارب الأوروبية التي تقوم على احترام المواطن والحفاظ على مقدرات الدولة والتوزيع العادل لها ومحاربة الفساد كنموذج يحتذى به, وأتطلع إلى أن يقام في لبنان كبرى المشاريع الاستثمارية للتطوير من اقتصاده, وتشجيع الإنتاج الريعي ودعم المشاريع الصغيرة , والسعي قدماً على إنهاء الطائفية السياسية ومحاكمة كل من أساء استخدام السلطة وأوصل الشعب اللبناني لتلك المرحلة الحرجة, إضافة إلى العمل على محاربة الإرهاب والعنف من خلال سن القوانين واحترام القضاء.
المدينة: برأيك أين تكمن مشكلة لبنان اليوم؟
حسن: مشكلة لبنان اليوم تكمن في النظام السياسي اللبناني المهترئ وفساد الطبقة السياسية التي تنتهج مبدأ المحاصصة وتقسيم ثروات لبنان فيما بينهم, على حساب المواطن اللبناني وحرمانه من مقدراته, إضافة إلى الواسطة والمحسوبية وكل الآفات التي أفرزت الواقع السيء اليوم في لبنان الذي يقف عثرة أمام أي إصلاح حقيقي لتجاوز تلك المرحلة.
المدينة: كيف ترى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت ؟
حسن: في السابق كان الوضع اللبناني سيء ويعاني من أزمة اقتصادية ولكن بعد الانفجار المرير لمرفأ بيروت العام الماضي الذي أوقع خسائر بشرية واقتصادية فادحة فاقم من واقع الأزمات التي يعانيها لبنان سواء كانت اقتصادية واجتماعية ونفسية وصحية دفعت بالمواطن اللبناني للهجرة بحثاً عن وطن بديل يعيش فيه بأمان واستقرار ويوفر له حياة كريمة لم يجدها في وطنه.
المدينة: برأيك لماذا عجز السياسيون اللبنانيون عن تشكيل حكومة تحدث إصلاح حقيقي؟
حسن: يأتي عجز السياسيون اللبنانيون عن إحداث إصلاحات في لبنان وفشلهم في تشكيل حكومة انتقالية جديدة تكون على قدر من الثقة لتغيير الواقع اللبناني بسبب التدخلات الخارجية المستمرة التي تريد للبنان والشعب اللبناني أن يبقى رهينة لهم وأن لا يتقدم ولا ينافس.
المدينة: كيف تنظر للعقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي استهدف أفراد وكيانات لبنانية من أجل تعزيز الأمن والمصالحة في لبنان؟
حسن: هذه الخطوة جيدة لكني أراها غير جدية في الوقت الراهن وستبقى حبراً على ورق ما لم تنفذ.
المدينة: كيف ترى لبنان بعد 5 سنوات؟
حسن: أراه قد تخطى محنته خالياً من الفساد الذي نراه اليوم, وتحسنت أوضاعه السياسية والاقتصادية واسترد سيادته الكاملة على الحدود البرية والبحرية, وبدأ باستغلال ثرواته الطبيعية والتنقيب عن النفط.
المدينة: كلمة أخيرة توجهها للبنانيون؟
أوصي اللبنانيون في هذه الظروف الصعبة بالصمود, وأن يحسن اختيار من يمثله في مجلس النواب لتجاوز تلك المرحلة الصعبة والبدء في مرحلة إعادة الإعمار والبناء والتطوير.