بعد طلب إسرائيلي فيسبوك يحارب النشطاء الفلسطينيين

شكلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في حياة الفلسطينيين فاستخدموا تلك المواقع وحولوها من مجرد مواقع ترفيهية إلى مواقع يخدموا بها قضاياهم الوطنية ويتفاعلوا عبرها مع العديد من القضايا والأحداث، إلى أن بلغت ذروة تفاعلهم بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة وتسخيرهم لتلك المواقع في أحداث القدس وحي الشيخ جراح وصولاً إلى أحداث العدوان الأخير على قطاع غزة.

لم يرق تسخير نشطاء فلسطينيين مواقع التواصل الإجتماعي وإستخدامها كساحة جديدة من ساحات المقاومة مع الإحتلال الإسرائيلي للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي سارعت كي تضع حداً للإنتشار الفلسطيني على مواقع التواصل من خلال لقاء عقده وزير الدفاع الإسرائيلي مع إدارات تلك المواقع وطلب منهم رسمياً العمل على الحد من إنتشار المحتوى الفلسطيني لمحاربته, واستجاب موقع فيسبوك للمطالبات الإسرائيلية بإنشاء مركزاً للتعامل مع المحتوى الخاص بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مدشناً خلاله حملات واسعة حذف فيها مئات الحسابات المهمة والموثقة التي تساهم في نقل الرواية الفلسطينية وتساهم في فضح الجرائم الإسرائيلية.
وكان فيسبوك أول مواقع التواصل التي التي تفرض قيود عليه ليتبعه بقية مواقع التواصل الأخرى كواتس آب وتويتر وتيك توك, وخلال فترة العدوان على غزة نشطت صفحات إخبارية فلسطينية وصفحات لنشطاء فلسطينيين في فيسبوك, كان لها دوراً مهماً في تقديم معلومة فورية وتفصيلية عن مجريات الأحداث، ونشر إرشادات للمواطنين, إضافة إلى تداول صور الشهداء والمصابين ومقاطع فيديوهات توثق الإنتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تعرضوا على إثرها لمضايقات من حظر وتقييد وحذف لصفحاتهم على الفضاء الإلكتروني الأزرق.
صفحة الإعلامية والناشطة كاري ثابت كانت من ضمن الصفحات التي نشطت خلال الحرب الأخيرة على غزة فتقول( كنت حريصة على نقل الخبر بالصوت والصورة عبر صفحتي على فيسبوك وذلك نظراً لأهمية تلك المواقع في وقتنا الحاضر).

وتتابع ثابت أنه على الرغم أننا كنا نصارع الوقت كي ننقل ما يجري في قطاع غزة من أحداث للعالم عبر منصات التواصل الإجتماعي إلا أن تلك المواقع سعت لمحاربة المحتوى الفلسطيني مؤكدة أن صفحتها على فيسبوك قد تعرضت للحظر بإلغاء النشر والتقييد لمدة 30 يوم على التوالي ضمن السياسة التي إتبعها فيسبوك مع جميع النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية).
بدورها أكدت الناشطة والإعلامية الفلسطينية طيف البحيصي للمدينة أنها وخلال تغطيتها للعدوان على غزة عبر بث مباشر على موقع فيسبوك كانت تتحدث فيه عن المجازر الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية قام فيسبوك بحذف صفحتها التي كانت تحتوي على 10 آلاف متابع و5000 صديق من على المنصة تماماً.
وتضيف البحيصي حاولت مراراً وتكراراً مراسلة موقع فيسبوك من أجل مراجعة الإجراء إلا أنه في كل مرة أن يرسل رسالة أن الحساب قد تعطل ولن أستطيع إستعادته مرة أخرى مشددة على أن موقع فيسبوك من أكثر المواقع التي حاربت المحتوى الفلسطيني وعبرت عن إستيائها إزاء تلك السياسة العنصرية التي تكيل الكيل بمكيالين على النشطاء الفلسطينيين في المقابل تتيح الحرية الكاملة للنشطاء الإسرائيليين أن يعبروا عن آرائهم بمنشورات تحتوي على دعوات عنف تجاه كل ما هو فلسطيني دون أن يتعرضوا للحظر أو إزالة المحتوى من إدارة الموقع.
أما الناشط الفلسطيني صفحة الناشط هيثم درابيه فيؤكد في حديث مع (المدينة) أن صفحته على فيسبوك قد تعرضت للتقييد مرتين على التوالي خلال العدوان على غزة الأولى كانت لمدة 15 يوم مع حجب النشر والتعليق ثم الحظر الثاني كان مضاعفة عدد الأيام ل 30 يوم.
ومن الجدير ذكره أن النشطاء الفلسطينيين أثبتوا من خلال إستخدامهم لمواقع التواصل أنه باستطاعتهم أن يجندوا ويعملوا من خلالها على تجنيد وتحشيد الرأي العام العالمي ولفت أنظاره حيال ما يحدث من عدوان على غزة فكان له الأثر البالغ على حصد التعاطف تجاه الحقوق الفلسطينية كونه أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً وإنتشاراً على الرغم من الملاحقات والقيود التي تفرضها سياسة إدارة موقع فيسبوك عليهم .
ولم يقف النشطاء الفلسطينيين فارغي الوفاض جراء تلك السياسة التي تتبعها مواقع التواصل الإجتماعي من محاربة المحتوى الفلسطيني حتى شنوا حملة لمقاطعة فيسبوك لمدة 48 ساعة في إحتجاج إضافة لحملة أخرى لخفض تقييمات فيسبوك وإلحاق الضرر المادي بها إحتجاجا على سياسات الموقع بحق المحتوى الفلسطيني ونجحوا في ذلك, وسارعوا بإبتكار تطبيقات تتحايل على خوارزميات فيسبوك للهروب منها كوسيلة للتقليل من حدة حظر وتقييد وحذف الحسابات الداعمة للقضية الفلسطينية.
ومن الجدير ذكره أنه خلال شهر مايو الماضي 2021 وتحديداً في الفترة الواقعة ما بين 6-19 مايو أي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة تصاعد تضييق الخناق على الفضاء الإلكتروني والرواية الفلسطينية وثق ما يزيد عن 500 إنتهاك من قبل مواقع التواصل تمثلت بإزالة جزء كبير من المحتوى الفلسطيني, وتعليق وحظر الحسابات وتجميد خدمة البث المباشر وتضييق الوصول والمتابعة، وتقييد النشر دون أن تقدم المنصات تفسيراً مقنعا بعد ضغط العديد من المؤسسات والنشطاء لمعرفة أسباب تلك السياسة، إلا أن تبريراتها ركزت فقط على المشاكل التقنية